27 مايو 2012

دموع عربية صادقة



بقلم/ عماد العيسى
جائني صديق صباح هذا اليوم ليحدثني بإنبهار وتعجب, وبنفس الوقت يصب جام غضبه على الأنظمة العربية, وحتى على المقاومة في لبنان, والسبب أنه ذهب إلى جنوب لبنان, إلى الحدود مع فلسطين وأقترب بشكل ملموس , بمعنى إنه وصل إلى أقرب نقطة من أرض فلسطين وهي لا تبعد عن يديه وعن عيونه سوى متر أو مترين على الأكثر. عندها سألته لما هذا الكلام , وهل أنت تزور تلك المنطقة للمرة الأولى ؟ أجابني نعم هي المرة الأولى، عندها عرفت ما هي القصة لأنني أعرف تلك المنطقة معرفة جيدة بحكم إنني من مواليد تلك المنطقة. إضافة إلى إنني بالأساس من منطقة شمال فلسطين وهي المنطقة المرئية للعين وملموسة من الحدود اللبنانية بل أكثر. أن التراب متداخل بين المنطقتين ومتشابه كثيرأ مع فارق بسيط,  أن العدو يهتم بالزراعة والتنمية في أراضينا المحتلة, ونحن لا نهتم لذلك  ترى الفرق بين الخضار في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وبين الأراضي المحررة في لبنان   الجنوبي .
 نعود الى الصديق المصدوم  لماذا هذا الغضب ؟ أجابني والدموع في عينيه, بل أكثر أن صوته أصبح أجش من الضغط الحاصل بداخله, قال يا صديقي إنني أرى المرة الأولى فلسطين، ووصلت إلى نقطة قريبة جدا وبصراحة يا صديقي, فكرت أن أكمل الطريق إلى فلسطين لأنها في الحقيقة, هي  ممكنة وليست حلم كما صوروها لنا وكما علمونا وأعتقد أن الأنظمة العربية متآمرة أو على الأقل متخاذلة، لأنها فعلا حقيقة  ممكنة وهي تحرير فلسطين من دولة هلامية مصطنعة هي دولة العدو الصهيوني, وهي تذكرني بقصة الطفولة التي كان يخوفوننا بها وهي قصة الغول, وفي النهاية عندما تلمس الحقيقة تتفاجأ انهم كاذبون متخاذلون. لأنها يا صديقي بسيطة فعلا بسيطة. سألته ولكن بصمت داخلي غير ملفوظ, لماذا هذه الدموع ؟ عرفت من كلامه أنه عربي لا يرضى الهوان ولا الذل, بل أكثر من هذا لو قدر لهذا الجيل أن يذهب إلى فلسطين فلن يتأخر لأنها فعلا بسيطة. ومن هنا أدعو الشباب العربي  والإسلامي إلى زيارة الحدود الفلسطينية مع لبنان فقط زيارة لا أكثر،  لينظروا بأم العين وعن كثب إننا كنا مغفلين لسبب بسيط إننا سمعنا عن الهالة الكبيرة التي أوجدتها الأنظمة العربية حول دولة الكيان الهلامية.  وطبعا هذا يوصلنا إلى ما يجري في الوطن العربي السليب هذه الأيام  تحت مسمى الربيع والخريف, أرجوكم أنتبهوا إلى ما يحضر من فوضى   تخدم دولة الكيان, فقط دولة الكيان. لذلك أعيدوا البوصلة إلى المكان الصحيح وهي فلسطين, وتفضلوا لزيارة جنوب لبنان حتى تجلوا نظركم  بفلسطين الخضراء, ولتشموا  رائحة الزيزفون والزعتر, عندها ستعرفون معنى  العز واللأباء  والكرامة. ومن هنا نقول للأنظمة العربية, بالله عليكم دعونا نتصرف من تلقاء أنفسنا فنحن لسنا بحاجة لعونكم ولا باي شكل من الأشكال، ولا فلسفاتكم في المصالح ولا عمالتكم للأمريكا, فقط لا تغلقوا الطريق أمامنا ولا تكونوا  الجدار الآمن لدولة العدو الهلامية, فنحن نتكفل بإزالة هذا الكيان, وأخيرا لمن يشكك بكلامي  من شعوب الأمة العربية والأسلامية في العالم, أعود لدعوتكم فقط لزيارة جنوب لبنان إلى الحدود مع فلسطين وستحكمون بأنفسكم , والله على ما اقول شهيد .

ليست هناك تعليقات: