31 مايو 2012

حرب المعلومات ودورها في بث اليأس في نفوس المصريين



الدكتور عادل عامر
الحرب النفسية هي استخدام مخطط في وقت الحرب أو الطوارئ بطريقة دعائية، و ذلك للتأثير على أفكار و عواطف جماعات أخرى. ثم طرأ تغيير على التعريف فألغيت عبارة " في وقت الحرب أو الطوارئ" ، حتى يتوسع نطاق المفهوم الحرب النفسية هي استخدام الدعاية ضد عدو ما، مع مساعدة عسكرية أو اقتصادية أو سياسية لاستكمال الدعاية، و هي الاستخدام المخطط للتخاطب الذي يهدف إلى التأثير في عقول و مشاعر فئة معينة من الناس  و هي تطبيق أجزاء من علم النفس لتدعيم جهود العمليات السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية بعد استخدام الحرب النفسية من قِبل المدنيين  أخذت التعريف التالي: استخدام وسائل التخاطب الحديث بغرض الوصول إلى الجماهير المستهدفة لكي يتم إقناعهم بقبول معتقدات و أفكار معينة.  الحرب النفسية هي تهدف بغرض تقوية الروح المعنوية لأفراد الأمة، و تحطيم الروح المعنوية للعدو.
أولا:-أهداف الحرب النفسية :
بث اليأس، و الاستسلام في نفوس العدو. تضخيم أخطاء العدو و ذلك لإحداث نوع من فقد الثقة بين الشعب و قيادته إضعاف الجبهة الداخلية للعدو، و إحداث الثغرات بها، و تشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية، و التشكيك بالقوة المسلحة. العمل على تفتيت الوحدة بين الأفراد و القوات المسلحة حتى لا يثقوا يبعضهم
ثانياً- أنواع الحرب النفسية
الحرب النفسية الإستراتيجية
تصمم لتحقيق أهداف عامة شاملة بعيدة المدى، و تتسق مع الخطط الإستراتيجية العامة للحرب، و هي تتميز بالشمول و الامتداد من حيث الزمان و المكان، و قد تستغرق وقتاً طويلا، عشرات السنين أو حتى مئات السنين، كما أن بُعدها المكاني قد يشمل المناطق المجاورة للهدف و أحياناً القارة كلها أو حتى الكرة الأرضية و ذلك حي يتحقق الهدف، ثم تستمر بعد النصر لكي يتم تثبيت دعائمه
أهداف الحرب النفسية الإستراتيجية :
* تثبيت خطط الدولة السياسية الخاصة بالحروب و شرح أهدافها و أغراضها
* تأكيد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدولة على العدو.
* خفض الروح المعنوية بين العدو و أفراده.
* بث روح الكراهية داخل دولة العدو و بخاصة العناصر المضطهدة.
* إظهار التأييد الأدبي للعناصر الصديقة في إقليم العدو.
* تقديم المعاونة اللازمة لعمليات الدعاية التكتيكية.
- الظروف التي تسهل نجاح الحرب النفسية الإستراتيجية:
* الهزائم العسكرية التي يعانيها العدو.
* النقص في الحاجات الأساسية ، و المعدات الحربية للعدو.
* التضخيم النقدي الخطير لدى العدو.
* التعب، و افتقار الثقة في القادة.
* نقص المواد الخام للازمة لاقتصاديات العدو.
* مظالم الحكم و عدم العدالة في إدارة دولة العدو.
القيود على الحرب النفسية الإستراتيجية
* من الصعب تقدير نتائج عمليات هذه الحرب لأنها طويلة الأمد، و قد يتعذر لمس النتائج لعدم توفر المعلومات الكافية في معظم الظروف.
* قد تقابل هذه الإجراءات، إجراءات أخرى مضادة في أرض العدو ، إذ أن العدو قد يلجأ إلى فرض عقوبات على أفراده العسكريين أو المدنيين في حال استمعوا على وسائل إعلام الخصم.
مثل اعتماد إسرائيل في حربها على العرب و خاصة الفلسطينيين الحرب النفسية الاستراتيجة التي ما زالت منذ عشرات السنين.
الحرب النفسية التكتيكية هي حرب الصدام المباشر مع العدو و الالتحام به وجهاً لوجه سواء بالحرب السياسية أو الاقتصادية أو المعنوية أو العسكرية، و يستخدم في ذلك منشورات توزع بواسطة المدفعية و الطيران و مكبرات الصوت و الإذاعة اللاسلكية و الصحف و الكتيبات و المجلات التي تلقى من الطائرات
أهداف الحرب النفسية التكتيكية
    تثبيط معنويات العدو و كفاءته القتالية.
    تسهيل احتلال مدن العدو عن طريق توزيع الإنذارات
    معاونة الحرب النفسية الإستراتيجية بالحصول على معلومات أدق حول نقاط ضعف العدو
    تقديم المعلومات و التوجيهات اللازمة للعناصر الصديقة التي تعمل داخل منطقة العدو
    حث العدو على أن ينظر إلى أسباب الحرب بنفس النظرة التي ينظرها إلى أسباب حربه، و بذلك يضعف الحماس في قتاله
الظروف المساعدة في نجاح الحرب التكتيكية:
    الهزائم المتكررة للعدو، و الخسائر الفادحة التي يُصاب بها.
    موقف العدو العسكري المزعزع
الحرب الإعلامية :‏
مع التقدم الهائل في تكنولوجيا إرسال الإخبار والمعلومات تحولت الحرب النفسية إلى الحرب بالفضائيات التلفزيونية والإذاعات وبالانترنت وبالأفلام السينمائية وبالنظر إلى التوزيع للصحف وخطورة نقل الإنباء عن طريق الوكالات الصحفية وسهولة تضمين المعلومات في البرامج التلفزيونية صارت الحرب النفسية حرباً إعلامية شاملة والجيوش الحديثة تقتني وحدات إذاعية ووحدات بث تلفزيوني خاصة بها يشمل تنقلها ويمكن من خلالها إن توجه الإذاعات و تقدم البرامج التي تخدم أغراضها النفسية في المعركة ، و للمعارك سيكولوجيتها التي تتطلب دائماً فداء المقاتل و تضحيته و صبر المدنيين و ارتفاع معنوياتهم ، و إيمان الجميع بالأهداف التي كانت الحرب من أجلها . و تأتي التعبئة النفسية للحرب قبل وقوع الحرب ذاتها لتكون لدى الجماعة و الإفراد صلابة الإرادة و صدق العزيمة، ليكتسبوا المناعة ضد الدعاية و الإشاعة بتثقيفهم الثقافة التي تحصنهم من آثارها.‏
الدعاية و الإشاعة في الحرب النفسية :‏
هناك دعاية دفاعية و هجومية، الدفاعية: هي الدعاية التي تخدم المجهود الحربي و تدعم الجبهة الداخلية و تزيد النفوس ثقة، و توضح الأهداف. أما الهجومية: فهي التي تقصد إلى التأثير على عقول الأعداء و عواطفهم، أو تكون فيها استحالة المحايدين و تقوية صداقة الأصدقاء، و تستخدم الدعاية تكتيك القتال، فهي تهاجم في مكان و تنسحب إلى آخر و تستخدم أجهزة الإعلام لتحقق أهدافها في التمويه و الخداع.‏
أما الإشاعة :
فهي خبر يتناقله الناس و يصعب مقاومة تصديقه ، ليس من برهان عليه سوى إن به من الوقائع ما يجعل الناس يترددون إزاءه ويكتفون بتناقله ، وخاصة إذا كان هناك بعض الموضوعات تحتاج إلى توضيح من الإعلام بأخبار صحيحة مع دلائل .‏ وتكثر الإشاعات في الأزمات ومروجوها أشخاص مهزوزون ليس لهم انتماء ، ثقافتهم ضئيلة وسطحية ، يكره ذاته والآخرين وتروج الإشاعة في الأوساط المثقفة والشعبية على السواء، وتهدف إلى :إثارة الفرقة ، إثارة الشغب ، إثارة الفضول ، إثارة الأعصاب ، ويكون محتواها مروعاً ، هداماً فظيعاً ، أو معبراً عن أمنيات معينة يبتغيها مروجها  إن المتابع للحروب التي جرت خلال الفترة الأخيرة ، يجد دوراً كبيراً للحرب الإعلامية و النفسية في تقرير مصير هذه الحروب ، فالحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق شهدت ترجمة للحرب الإعلامية و النفسية حتى سميت ( حرب الصحاف ) نسبة إلى وزير الإعلام العراقي آنذاك ، الذي برع في عقد المؤتمرات الصحفية مع القنوات الإعلامية العالمية كافة ، مما كان له الأثر في توجه القوات المعادية إلى التركيز على ضرب المنافذ الإعلامية و الاتصالات بدءاً بالتلفزيون وشبكة الاتصالات و الصحف بأماكنها و كوادرها ، و قد شهدنا سقوط عدد من الإعلاميين ( عرب و عالميين ) ضحايا لهذه الحرب . و ما زال الإعلاميون على مستوى العالم يعانون ضغوطات كبيرة ثمناً لاستقلالية الرأي و حرية الكلمة و كشف الحقيقة
فالحرب الآن ليست حرب دبابات و مدافع بل هي حرب ثقافية و نفسية واجتماعية، تعمل على تغيير العقول و النفوس، و تطمس الثقافات و تنهي الشعوب.‏
من عوامل ترديد الشائعات :
يمثل1-حب الظهور 2-والخوف 3-والكره 4-والمرض النفسي عوامل نفسية هامة وراء ترديد الشائعات. كما أن: 5-انعدام المعلومات 6-والحروب 7-والأزمات 8-وعدم الاستقرار السياسي 9-وكذلك الفراغ 10-والعمر 11-والجنس تقف أيضا وراء ترديدها. فقلة المعلومات وانعدامها يخلقان حالة من عدم الثقة بين الحكومة والمواطن تجعل هذا الأخير أكثر عرضة للشائعات من غيره. وهنا يبرز دور أجهزة الإعلام والمسئولين في الدولة. فواجب الوسائل الإعلامية إعطاء الأخبار الصحيحة للمواطن والتصدي لكل شائعة لدحضها وتفنيدها. وتؤدي مصارحة الزعماء لشعبهم في أوقات الأزمات والحروب، وكذلك مراقبة أعداء البلاد في الداخل والخارج، دورا هاما في ردع الشائعات ومقاومتها في المجتمع. أما عامل الفراغ فدوره غير محتاج ألي التأكيد، إن اغلب الشائعات التي تطلق في أيام السلم يسهم فيها العاطلون عن العمل. وتظهر أهمية هذا العامل في الدول النامية حيث تنعدم أماكن التسلية والنوادي الرياضية والثقافية. وإذا ما انتقلنا إلى عامل العمر والجنس رأينا أن هذين العاملين يقفان بدورهما وراء ترديد الشائعات، ففي دراسة قام بها معهد جالوب الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية على عينة طبقية من ألفى فرد اختيرت من عدة مدن أميركية لمعرفة مدى تقبل هؤلاء الأفراد لإحدى الشائعات المعادية ونشرها فوزعت البيانات على الأفراد ومنها الشائعة التي تقول: (فر أخيرا أكثر من 300 مجند أمريكي من قاعدتهم في "فورت ويكس" بنيوجرسي لرفضهم القتال ضد قوات المحور).
وكانت النتائج كما يأتي:
- انتشار الشائعة وترديدها عند الطبقة غير المتعلمة وعند النساء.
- انتشار الشائعة وتصديقها من قبل كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والأربعين.
- رفض الشائعة وعدم تصديقها لدى الأفراد المتعلمين والشباب
ثالثا-من الأدوات الفعالة لمواجهة الإشاعة :
1- خلق الثقة بين الوسائل الإعلامية والشعب، وذلك عن طريق إعطائه الأخبار الصحيحة قدر الإمكان. والاستعداد الدائم من قبل الحكومة لدحض أية شائعة وذلك بعرض الحقائق أمام الشعب.
2- رفع المستوى الثقافي والتعليمي في البلاد، لان الإنسان المتعلم المثقف أقوى واعى
3- إنشاء مكاتب أو عيادات غرضها تحليل الشائعة ومعرفة جذورها وإبعادها السياسية والنفسية والاجتماعية.
4- خلق أمكنة للتسلية وذلك عن طريق تأمين العمل وانتشار النوادي الرياضية والثقافية.
5- مراقبة أعداء البلد في الداخل والخارج .
6- خلق الثقة بين الشعب وزعماء البلاد وذلك بمصارحة الزعماء لشعبهم بالأمور الهامة عن طريق الاتصال المرئي أو المسموع.
رابعا-أدوات بث الشائعات:
وقد عرف القرن العشرين تطورا هاما في وسائل نشر الشائعات، فبعد أن كان الفرد يقوم بالدور الرئيس في بث الشائعات أصبحت الشائعة تملك عدة أدوات هامة وفعالة، أهمها:
-الأجهزة الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة.
-الرسائل والمنشورات.
-الطائرات.
-العملاء من الخارج أو من داخل البلد المستهدف من قبل النظام المعادي وذلك عن طريق الشراء أو وسائل أخرى.
- المنظمات أو الأحزاب، والجماعات المؤيدة للنظام المعادي.
- الجواسيس المرسلة خصيصا لذلك.
- الطابور الخامس و الأقليات.
خامسا – أنواع الشائعات:
الصورة الأولى هي الشائعة التي تدور حول موضوع معين. ففي الأحوال العادية يبحث مثلا عن نسبة الشائعات التي تدور حول السياسية والجنس والأقليات الخ .
الصورة الثانية هي الشائعة الزاحفة: وهي التي تروج ببطء، وتتناقل من قبل الناس همسا وبطريقة سرية، وتنتهي آخر المطاف ألي أن يعرفها الناس جميعا. وتنمو مثل هذه الشائعات عادة في الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية.
الصورة الثالثة (الشائعة العنيفة) وهي التي يكثر حدوثها ووجودها أثناء الحرب والكوارث والأزمات والهزيمة. إن مثل هذه الشائعات تستند عموما إلى العواطف الجياشة كالذعر والغضب والخوف.
الصورة الرابعة هي الشائعة الغائصة التي تظهر ثم تغوص لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف الملائمة والمساعدة للظهور. ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المتشابهة التي يعاد تداولها في الظروف المتشابهة. فالعدو الصهيوني حاول إن يعاود نشر العديد من الشائعات في حرب تشرين 1973 ضد المصريين معتمدا على شائعات مماثلة ظهرت في حرب 1967. ولعل قصة اللسان وطابع البريد المشهورة تلقي المزيد من الضوء على هذا النوع من الشائعات وتتلخص القصة:
الصورة الخامسة: (الشائعة الوهمية) التي تنتج عن الخوف لا عن الرغبة.
الصورة السادسة (الشائعة الحالمة) التي تقف وراء حلم يراود بعض الأفراد. فالأفراد الذين يرددون أن الدولة ستقوم بإنشاء وحدات سكنية توزعها مجانا أو بأسعار رمزية على الشباب الذي يود الزواج. يحاولون أن يجعلوا من أحلامهم شائعة وردية اللون تصل إلى مسامع الأطراف المسئولة.
أخيرا هناك شائعة "الكراهية" التي تنتشر من جراء الشعور بالكراهية لنظام أو لحزب سياسي معين الخ. وأسباب هذا النوع من الشائعات هو الصراع السياسي بين الكتل والأحزاب.
سادسا - أهداف الشائعة وأغراضها:
أ‌- أنها تقوم مقام المعرفة الحقيقية وهذا يحدث في حال غياب المعرفة.
ب‌- أنها تكشف عن الاستعدادات الكامنة لدى الجماعة، وتعبر عن الحالة العاطفية والانفعالية لدى السكان أو حيث تتفشى.
ج- أنها تفسر ما يجري في مجتمع محدد وفي فترة زمنية معينة. هذا على مستوى مغزى الشائعة ومن هنا يمكن أن ينتج عنها ما يخفف التوتر أو ما يزيد من حالة عدم الاطمئنان.
د- كثيرا ما تساعد الشائعة على شرح الأخبار الجديدة وبالتالي على سبر أغوارها.
هـ – أنها تؤثر في سلوكية المعنيين وكثيرا ما توجه الأعمال عينها.
تؤدي الشائعات دورا هاما في تعبئة الرأي العام، كما أنها تعد مقياسا لدرجة وجوده ونضجه. وللشائعة دور في تكوين الرأي العام والتأثير فيه أحيانا.
استخدمت الشائعة لإخفاء عمل عسكري ما. وهذا النوع من الشائعات نراه في اغلب التحركات العسكرية لأية دولة قبل الحرب وأثناءها ، من قبل دولة معينة الغرض منه تمويه التحرك الحقيقي وإخفاؤه. فتحرك القوات العربية قبل حرب تشرين 1973 وما أطلق من شائعات للتمويه يدخل في هذا الإطار.
قد يكون غرض الشائعة أيضا التقليل من شأن العدو وهيبته وأكبر مثال على ذلك الطائرات الخشبية في مصر أثناء الاعتداء الثلاثي 1956 والطائرات المموهة أثناء حرب الخليج الثانية (1990).
وأخيرا تستخدم الشائعة كطعم ضد العدو : فعندما تعلن دولة معينة إن قصفها مواقع العدو احدث خسائر فادحة في العتاد والرجال بلغ كذا وكذا، فإن تضخيم الخسائر من قبل ناشرها ما هو إلا فخ ينصب لدفع العدو إلى إعلان خسائره الحقيقية، هكذا تتمكن الدولة من معرفة خسائر العدو من خلال رده على مثل تلك الشائعة. ولقد استعمل الكيان الصهيوني مثل هذه الشائعات كثيرا أ ثناء حرب حزيران 1967 وبعده وفي الانتفاضة .
أمثلة تاريخية
من أشهر الأمثلة التاريخية في الحرب النفسية هي فتوحات جنكيز خان,فالسائد أن جنكيز خان قد أستخدم أعدادا هائلة من المقاتلين واجتاح بهم أغلب مناطق العالم, إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن أراضي وسك أسيا لا يمكن إن تعيل أعدادا كبيره من السكان في ذلك الوقت الذين بإمكانهم غلبة سكان المناطق المجاورة المكتظة بالسكان, فإمبراطورية المغول بنيت بإبداع عسكري ليس إلا, باستخدام قوات مدرية سريعة الحركة واستخدام العملاء و الجواسيس مع الاستخدام الصحيح للدعاية, فقد أشاع المغول أن أعدادهم خرافية و أن طباعهم شرسة وقاسية بغرض إخافة أعدائهم وخفض معنوياتهم ومن الرجوع للتاريخ لايمكنا معرفة من هو أول من عرف التعذيب النفسي ولكن يمكن القول أنه ظهر بصورة مشتته لا يصلح أن نطلق عليها أنها طريقة سائدة من طرق الحروب البشرية ومثال لذلك غزوات التتار فنجد أنهم لم يقوموا بهذه الأمور الوحشية في البلاد التي استولوا عليها لمجرد القتل والسلب والنهب والحرق وخاصة أنهم ليست بينهم عداوة سابقة ولكنها رغبة في ترهيب باقي الأمم إذن إنها الحـــــرب النفــــســية
ما مدى تأثير الحروب النفسية؟
في الماضي كنا نعتقد أن تعذيب الإنسان أقصى تعذيب هو تعذيبه جسديا بالقتل، أو قطع الأعضاء.....الخ لكن مؤخراً اكتشف أن هناك نوعا معروفا أشد من ذلك إنه التعذيب النفسي الروحي حين يحس الإنسان أن إرادته وقوته الداخلية محطمة وليس بها حول ولا قوة حينما يحس أن الضعف ينبع من داخله وليس للآخر آثر فيه بخلاف التعذيب الجسدي فإنه يشعر الرء بحقه الذي اغتصب منه ظلما فربما زاده ذلك قوة ودافعا أما التعذيب الداخلي فهو يصيب الإنسان بالاستسلام الداخلي والخارجي وهذا يختلف أيضا عن الشعور بالنقص من أجل ظلم خارجي فإنه قد يقوده للأمام كالأعسر مثلا أما في الحرب النفسية فإنها تدفع المرء للركون للواقع المرير والاستسلام له دون محاولة تغييره وهذا هو ما يدفع الخصم إلى هذا الطريق من ألوان الحروب فهو أقل تكلفة من الناحية المادية هل تعد الحروب النفسية مظهرا من مظاهر التقدم الإنساني خاصة أنها تتخذ سياسة حقن الدماء وحفظ الأنفس من الضياع؟بالطبع للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نذكر مجموعة من الحقائق: إن الحروب النفسية ما هي إلا تحطيم للكرامة الإنسانية حيث يصبح حيوانا بلا إرادة بلا تفكير بلا أحلام يتحكم فيه إنسان آخر حينما ينادى أن العالم يجب أن يكون مقسما وفقا لاعتبارات معينه مثل: عالم متقدم، عالم نامي ، دول عالم ثالث،دول الشرق ، دول الغرب......الخ يجب أن نعلم أن كل هذه التقسيمات ما هي إلا جزء بسيط من الحرب النفسية عندما تكون النفس البشرية سيجارا بين أيدي القادة والسياسيين يحرقونها سرعة وبطئا حسب ماتمليه أمزجتهم المتقلبة يمينا وشمالا عندما يفقد الإنسان إرادته وتفكيره يصبح جسدا بلا روح ولا يوجد أمامه سوى خيارين أحلاهما أمر من صاحبه:
1- أن يستسلم
 2- أن يقاوم ولك في هذه الحالة إن المقاومة ستكون جسديا أما معنويا وروحيا فهي مفقودة ونتيحها معلومة وهي الفشل فهو كسهم في اتجاه خاطئ وأيا كان فهو ما يريده العدو لا يمكن أن أرد على هذا السؤال إلا أن أقول إنك كما أنك قد تقتل أنسانا برصاصة فقد تقتل روحة وجسده بكلمه ولكن هل الحرب النفسية حرب شريفة كأي حرب نسمع عنها؟؟بالطبع ليست كذلك؛ الحرب النفسية هي إذلال للكرامة الإنسانية هي تدمير للإرادة الداخلية للمجتمع عامة والفرد خاصة إننا لو نظرنا إلى نتائج الحروب المادية سنجدها نتائج محسوسة قد تؤدي إلى الاستقرار مع مرور الزمن ويمكن طي صفحاتها بكل سهولة أما الحروب النفسية فهي مجال آخر يقوم فيه الإنسان بإذلال كرامة أخيه الإنسان يجعله ميت الإرادة قليل الحيلة.

ليست هناك تعليقات: