09 أبريل 2012

الغزل الرئاسي لمرشحي رئاسة الجمهورية


الدكتور عادل عامر
رئيس للجمهورية لأربع سنوات حسوم في تاريخنا منصب رفيع بمسئوليات هائلة في توقيت أقل ما يوصف به أنه عصيب. جزء كبير من مصائرنا معلق بذلك الرجل الذي سوف يتولي قيادة مسيرتنا في البحث عن بقعة ضوء في نهاية نفق طال كثيرا، والمشكلة التي تبدو ماثلة أمام الجميع في المرشحين المحتملين وغير المحتملين للرئاسة أن غالبيتهم بلا تاريخ سياسي حقيقي يؤهل لذلك المنصب. 
وهذه ليست مشكلتهم بقدر ما هي أزمة الحياة السياسية المصرية طوال الأعوام الثلاثين الماضية. فقد كانت حياة سياسية عقيمة، لم توفر مناخا ولا فرصة لفرز الإمكانات السياسية للرجال أو النساء أو تمنحهم القدرة أو الخبرة.
 فقد عشنا بلا أحزاب أو نقابات أو تجمعات سياسية. ولم نخض انتخابات حقيقية ولم نعرف الحد الأدنى من المشاركة السياسية، وتولي حقيبة وزارية في نظام سلطوي شديد المركزية لا يمنح من تولاها تاريخا سياسيا حقيقيا، فالذين حملوا الحقائب الوزارية من قبل لم يكونوا سوي سكرتارية للسيد ساكن القصر العالي يأتمرون بأمره ويخضعون لتوجيهاته، كما أن دروس الوعظ في المساجد أو الدعاء علي المنابر للحكام أو عليهم ليس بالخبرة السياسية المؤهلة لمنصب رئيس الجمهورية في هذا التوقيت أو حتى في غيره. 
العثور علي مرشح بمؤهلات حقيقية لتولي المنصب الرفيع يواجه الكثير من المشكلات، وعلينا أن نرضي الآن بالحد الأدنى من المؤهلات حتى تفرز الحياة السياسية الجديدة أطيافا من السياسيين الحقيقيين فتثري بهم اختياراتنا القادمة. غير أننا نصطدم بمشكلة أخري حين نختار بين المرشحين. 
هذه المشكلة هي وسائل الإعلام، خاصة الفضائيات المصرية، ففي اعتقادي أن اختيار رئيس الجمهورية القادم سوف تحسمه وسائل الإعلام إلي حد بعيد، فليس لدي المصريين أي منافذ أخري يطلون منها علي مرشحيهم ويتعرفون علي برامجهم باستثناء قلة من الناس تحضر ولائم واحتفالات تقام هنا أو هناك، ولأن معظم وسائل الإعلام الفاعلة مملوكة ملكية خاصة لجماعات مصالح ظاهرة وأخري غير ظاهرة. فإن تجربة الانتخابات الرئاسية القادمة عرضة لشيء من الخطر المفهوم، وحتى إذا صرفنا النظر عن مسألة تحالفات أصحاب الصحف والفضائيات مع المرشحين تظل مهنية هذه الوسائل ومقتضيات تغطية انتخابات الرئاسة محل شك، لماذا لا نعترف بأن تجربة محاورة مرشح لمنصب الرئيس تجربة جديدة سياسيا وإعلاميا؟ كيف تضع مرشحا للرئاسة في مواجهة مذيعين كثيري الضجيج قليلي الثقافة، خاصة أن الحوار لابد أن يتشعب كثيرا ليشمل تنظيم الدولة والاقتصاد والتعليم والسياحة والصحة والأمن والزراعة والصناعة وغيرها. لقد شاهدت حوارات سابقة مع مرشحين محتملين وردت علي ألسنتهم معلومات مغلوطة لم ينتبه إليها المذيع وشاهدت كيف يغرق المرشح محاوره في كلام إنشائي عام لا يغني ولا يسمن من جوع. لماذا لا يتنازل المذيعون قليلا عن نجوميتهم ويشركون معهم في حواراتهم مع المرشحين المحتملين خبراء مستقلين عن كل المجالات يمنحون الحوار شيئا من العمق والدقة والواقعية ويكشفون بوعي عن حقيقة برامج المرشحين وقابليتها للتنفيذ، لماذا لا يستطلعون آراء الناس فيما يقوله هؤلاء المرشحون من حلول وتصورات عن حال مصر والمصريين في قادم الأيام شريطة أن يكون اختيار هؤلاء الناس خاليا من التحيز أو التلاعب.
مهام اللجنة العليا المشرفة علي انتخابات الرئاسة في ضبط أداء وسائل الإعلام وضمان حيادها مهمة شاقة وهي مطالبة بأن تبدأ من الآن حتى وإن لم يبدأ رسميا قبول طلبات الترشح
** سوف تحتوي علي ممارسات إعلامية مؤثرة في العملية الانتخابية برمتها، وربما نصحت اللجنة أن تمنع ومن الآن ظهور أي شخص تحت مسمي مرشح محتمل ليتحدث عن برنامجه الانتخابي، فالمزايدات كثيرة واستثمار أحلام الفقراء يمضي بلا حدود، من حق أي منهم أن يظهر باعتباره مواطنا مصريا وليس مرشحا يحمل في آن واحد مسمي محتمل وغير محتمل، فالذي له الحق في الحديث عن ذلك المنصب الرفيع هو الذي استوفي شروط الترشح وليس أي شخص يريد الظهور إعلاميا وهو يعلم أنه أعجز من أن يستوفي تلك الشروط.
وعلي هامش وسائل الإعلام المعتادة هناك مواقع التواصل الاجتماعي التي فجرت في نبل ثورة 25 يناير ثم تحولت في خسة إلي الهجوم عليها والنيل من شبابها، أصبحت هذه المواقع تحتوي من الكذب والافتراء أضعاف ما تحتوي من الحقائق والآراء الرصينة
أرى مشتاقين ولا أرى بينهم رئيسا هل العيب فينا أم في مرشحين عجزوا فى إقناعنا عن أحقيتهم فى كرسي الرئاسة ؟ فنحن لم نسمع حتى الآن عن مرشح قدم برنامجا قابلا للتطبيق الفعلي على ارض الواقع وكل مانسمعه الآن مجرد أحلام لاترقى لمستوى واقع حياة المصريين وتحقيق أمالهم فى العيش بكرامه وتخفيف ألامهم وأوجاعهم اليوميه ويلوح لهم ببصيص من الأمل نحو مستقبل أفضل لابناءهم ليس مهما إن يكون الرئيس القادم بلحية اوبدونها ولكن المهم إن يكون متدينا يعرف الله حق قدره ويعرف بحق حقوقه وواجباته ولكن نريده بكل تأكيد إن يخطب ود الناس يجيد ويحسن اختيار من يؤذن فى الناس ويجيد اختيار من يخطب فيهم ويسير بهم إلى بر الأمان لانريده رئيسا يتجبر على الضعفاء فيكون عليهم أسدا أو ينحني أمام الأغنياء الأقوياء ويكون لهم لينا إنما نريده وسطا بين هذا وذاك نريده رئيسا عادلا يكسر شوكة الجبارين ويحنو على الضعفاء والفقراء والمحتاجين لا نريده رئيسا جاهلا والجاهل فقط ليس المتعلم إنما الجاهل من جهل مايعلمه الناس عن أحوال رعيته نريده رئيسا قويا فى عزة ضعيفا رحيما فى شموخ وآباء لا نريده مثالها ديكتاتورا (لا اله إلا الله وحده لاشريك له) ولكن نريده يعرف كيف يحق الحق بكلماته وأفعاله وتصرفاته وفى نهاية حديثي اسرد كلمة وجيزة إلى كل من اختير ضمن اللجنة التاسيسيه لواضعي الدستور المنتظر راعوا الله وضمائركم واعلموا إنكم يوما ستعرضون وإعمالكم إمام الله رب الدساتير منزل الدستور الأعظم الالهى الأكبر ليحكم بينكم فاتقوا الله فى مصر والمصريين


--
* دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

ليست هناك تعليقات: