09 أبريل 2012

اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!


محمد عبد المجيد

الحوار المتمدن - العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 00:26
يتعجب الكثيرُ من المصريين من خياري الطوّْعي باعطاء صوتي لمرشـَـح رئاسة الجمهورية اللواء عمر سليمان، وأنا أتفهم اعتراضـَـهم، ولن تثنيني انتقاداتـُـهم عن قرار صائبٍ أحسبُ أنني لمْ أخالف فيه ضميري قيدَ شعرة!

سأعطيه صوتي لأنني أكره المصريين رغم مصريتي مثلهم، وأبحث عمن يـُـسـَـفـّـفهم الترابَ، وأفرح لرجل يدخل القصر وفي يده كرباج يلسع قبل أنْ ينزل على الظهر.
سأعطيه صوتي لأنَّ إسرائيلَ كلـَّـها سترقص طرباً لنجاحه في الوصول إلى سدة الحـُـكم، بل سيكون يومَ عيدٍ في الدولة العبرية، مما سيتيح لي الفرصة أنْ أسافر في يوم ما، وأعمل لدىَ الإسرائيليين، وربما يتم تجنيدي جاسوساً فلا تستطيع أيُّ جهةٍ أنْ تقبض عليَّ فأنا سأكون في حماية الأصدقاء.
سأعطيه صوتي لأنه البطل الذي كانت تثق فيه كل أجهزة الأمن
الأمريكية ووكالة الاستخبارات فترسل إليه خليطاً من المجاهدين والارهابيين، الأبرياء والمجرمين، فينتزع منهم الاعترافَ علىَ قـَـدَمِ المساواة، وأتذكر فرحتي يوم أن علمت بردِّه المتزن والرائع عندما أرادت واشنطون الحصول على الحمض النووي لشقيق أيمن الظواهري فكان ردُّ مرشـَـحي المفضل اللواء عمر سليمان: أُرسل إليكم ذراعـَـه بعد قطعـِـه تسهيلا للمهمة!

سأعطيه صوتي لأنه إنسان مخلص لرئيسه السابق، وأمين على أسرار مبارك، وهو أحد أقرب رجاله.
سأعطيه صوتي لأنه عــَـلـَّـم الفلسطينيين آداب الحديث في حضرة الوفود الإسرائيلية، وكلما توسط بين الطرفين جاءت الطائرات الاسرائيلية لتدكّ البيوتَ الآمنة في غزة.
سأعطيه صوتي لأن مصر ستكون في أمان، فأصدقاؤه في إسرائيل أكثر من مؤيديه في مصر كلها، ولن يهاجم الجيشُ الاسرائيلي أيَّ شبر في مصر فالعـَـلـَم المرصّع بنجمة داود يمكن أن يرتفع فوق أي مكان هنا بفضل مرشـَحي المفضـَّـل.
سأعطيه صوتي لأنه عدو الثورة والثوار، وعندما يصبح رئيساً، وطبعا الولاية الكبرى لأمير المؤمنين المشير فهو المرشد الروحي والعسكري، فإنني على يقين من أن المقابر الجماعية ستكون أكثر عدداً من العشوائيات، وسيلعن المصري يوم ولدته أمُّه، ويوم أنْ بصق في وجهه صندوقُ الانتخاب وهو يضع فيه ورقة عليها عدو المصريين الأول، ومن قال بأنني أحب المصريين؟

سأعطيه صوتي لأنني نذل وجبان وسافل وكاره لأبناء بلدي وحيوان في صورة مواطن و.. كلب.
سأعطيه صوتي لأنه الوحيد الذي سيجعلني أتشَّفى في المصريين، وأراهم يُساقون كالغنم إلىَ أقبية تحت الأرض، والحمد لله أننا تعلـَّمنا التبرير في الوطنية والدين والضمير الاجتماعي الأعمى والعقل الجماهيري الأحمق القادرعلى مصافحة الملائكة أمام الناس، والتحالف مع الشياطين في غيابهم.
سأعطيه صوتي لأنني حالة من البغضاء مُرَكـَّبة في صورة إنسان، وجاهل أحمق يسعدني حُكم الطاغية، وتفرحني مآتم المصريين، وينشرح صدري لكوارثهم، وأحلم أن أطبق بيدي فوق عنق كل من يريد بالسُلطة سوءاً.

سأعطيه صوتي لأن القرار النهائي على مكتب المشير ونسخة منه في جناح فخامة الرئيس حسني مبارك.
سأعطيه صوتي لأن مصر ستكون دولة أمنية أشدّ من ألبانيا خلال حُكم أنور خوجة، ولن يستطيع شاب مصري غاضب أن يمر بالقرب من ميدان التحرير، أو يطالب بمحاكمة قناصة العيون أو بالافراج عن آلاف من زملائه المتمردين.
في عهد الرئيس اللواء عمر سليمان وبإذن من المشير ستحسب الدولة على المصريين أنفاسهم وعدد أسنانهم وسرعة نبضات قلوبهم الخاشعة لمجرد ذِكر دولة المخابرات.
سأعطيه صوتي لأن نفسي حقيرة حتى الموت، وقلبي أسود ليس فيه نقطة بيضاء تتسع لرحمة أو إنسانية أو حب للوطن.
سأعطيه صوتي بعدما قرأت الكثير عنه، وتلذذت في خيالي بمشهد دماء تسيل في كل شارع على أرض مصر.
سأعطيه صوتي لأن قائد الضربة الجوية الأولى سيعود مجدداً في صورة الأب الروحي، وسيخرج رجاله من ظلم السجن الذي دفعتهم إليه غوغائية الشباب الثوري، وسيضحك المستشار أحمد رفعت وهو يقهقه: لقد ضحكت عليكم، فلم تكن محاكمة، إنما مسرحية كوميدية بأوامر من المجلس العسكري.
سأعطيه صوتي حتى يحقق العدالة في احتفاظ رئيسنا السابق بأمواله في الخارج، ففي عهد اللواء عمر سليمان سيكون إفطار المصري تراباً ناعماً، والغداء بقايا فضلات من القمامة، والعشاء لسعات من سوط مليء بمسامير صغيرة تلهب ظهر المواطن المُهان.
سأعطيه صوتي فالسيد اللواء قادر على أن يمسح ثورة 25 يناير من جذورها، ويدفن آلافاً من الشباب في مقابر جماعية تحت ميدان التحرير وحول المـُجـَمّع!
سأعطيه صوتي لأنني في العلن مصري ولكنني أحيا بروح جاسوس.
سأعطيه صوتي لأن مبارك والمشير ونتنياهو والإدارة الأمريكية ذهبوا مبكراً إلى لجنة الاقتراع، وصوَّتوا لصالحه قبل أن يعتلي سدة الحُكم، ويبصق عليكم.

ليست هناك تعليقات: