28 مارس 2012

20 قتيلا فى اشتباكات فى سبها وثوار الزنتان يرفضون تسليم مطار طرابلس للمجلس الانتقالى

 قال طبيب في مستشفى بجنوب ليبيا ان 20 شخصا قتلوا يوم الاثنين في اشتباكات بين ميليشيات متنافسة وهو ما يبرز التحديات التي تواجه الحكومة في فرض سلطتها بعد أشهر من الاطاحة بمعمر القذافي.
 وبعد طول صمت التزم به المجلس الانتقالى على المستويين الاعلامى والسياسى, أفاد عبد المجيد سيف النصر عضو المجلس عن مدينة سبها بأن الوضع الأمني بالمدينة مستقر حاليا وتحت سيطرة المجلس العسكري وقوات الجيش الوطني ، وذلك بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة في وقت سابق اليوم ، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى ...
وأوضح سيف النصر في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أن المشكلة حدثت بعد قيام مجموعة من قبيلة التبو ، لا ينتمون للثوار ، بقتل موظف بشركة الكهرباء وسرقة سيارته بعد خطفه مساء الأحد , مشيرا الى  أن قوات الجيش الوطني المتمركزة في المدينة هي على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولة لزعزعة أمن المدينة واستقرارها .
بدوره ، أكد محمد أبو سيف مدير الأمن الوطني بمدينة سبها عودة الهدوء نسبيا بالمدينة ، وتوقف عملية تبادل إطلاق النار, لافتا  في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الليبية أن هناك مساعي تبذل حاليا من قبل وجهاء وأعيان قبائل منطقة فزان للتوصل إلى تسوية الوضع وعودة الاستقرار إلى ما كان عليه.
وأشار إلى أن الوفد الذي تم تشكيله من مشائخ وأعيان المنطقة يواصل اجتماعاته بكافة الأطراف لاحتواء الموقف والتوصل لحلول تنهي هـذه المشكلة , مشيرا الى  أنه حسب الاحصائيات الأولية الواردة من مستشفى سبها ، فقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط 15 قتيلا ، وإصابه 22 آخرين ، بالإضافة إلى تعرض بعض المقار الحكومية والسيارات لأضرار وحرائق بسبب تبادل إطلاق النار.
ولفت إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت بعد مقتل شخص من قبيلة أولاد بوسيف على يد أشخاص قيل أنهم من قبيلة التبو حاولوا سرقة سيارته بالإكراه، وأنه على إثرها حاولت كتيبة أحرار فزان من عقد مصالحة بين الأطراف إلا أن قتيلا من التبو سقط في اجتماع عقد بالمجلس العسكري بعد تعرضه بالضرب لأحد أبناء القبيلة الأخرى.
وأشار إلى أن امدادات تصل إلى قرابة 45 آلية مجهزة تجهيزا كاملا متجهة الآن من مرزق باتجاه سبها. ولفت إلى أن حي أبناء قبيلة التبو (الحجارة) محاصر تماما وأن جميع أبناء قبائل سبها مستميتون في الدفاع عنها، واصفا ما يحدث بالمجزرة.
من جهته، قال الناطق الرسمي السباق باسم المجلس المحلي سبها سليمان خليفة إن التبو فشلوا في تطبيق مخططهم في الكفرة وأنهم متجهون لتطبيقه في سبها ولن ينجحوا في ذلك.
وقال إن القذائف طالت المطار المدني وأتلفت إحدى الطائرات الواقفة هناك، مؤكدا خروج عدد من الدبابات من ثكناتها للدفاع عن المدينة من الرتل القادم إليها.
وقال أحمد عبد القادر العضو بمجلس سبها المحلي ان الاشتباكات بدأت يوم الاحد بين مقاتلين متمردين سابقين من سبها -رابع اكبر المدن الليبية- ومسلحين من قبيلة التبو بعد مقتل رجل من سبها في نزاع بشأن سيارة.
واضاف أن الميليشيات تبادلت اطلاق النار عند اطراف سبها. وقال طبيب محلي يدعى ابراهيم مصباح ان 20 مقاتلا لاقوا حتفهم نتيجة اصابات ناجمة عن اعيرة نارية واصيب اكثر من 40 شخصا بجروح.
وقال متحدثا بالهاتف "هذه الاعداد في صفوف مقاتلي سبها فقط. جرحى التبو ينقلون الى مستشفى اخر."
وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي ان القتال تركز حول طريق المطار وان مقاتلي التبو سيطروا في احدى النقاط على مدخل المطار.
وأضاف قائلا "اصبح المطار الان تحت سيطرتنا لكنه لا يعمل في الوقت الراهن."
وقال شاهد ان القتال الحق اضرارا بذيل احدى الطائرات على مدرج المطار.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليقات من مقاتلي قبيلة التبو.
وقال عبد الرحمن سيف النصر قائد امن منطقة فزان (جنوب) لوكالة فرانس برس "قتل اكثر من عشرة اشخاص اليوم (الاثنين) في مواجهات عنيفة بين التبو وسكان المدينة" التي تقع على بعد 750 كلم جنوب طرابلس.
واعلن علي الديب احد الثوار السابقين في اتصال هاتفي معه من سبها ان المواجهات وقعت في وسط المدينة واوقعت بين 15 و20 قتيلا في صفوف السكان.
واضاف الديب في الوقت الذي كانت تسمع على الهاتف خلال الاتصال معه اصوات انفجارات وطلقات رشاشة "لقد استعدنا مقر المجلس العسكري الذي كان سيطر عليه عناصر التبو. ان المعارك متواصلة وهي تزداد عنفا".
وبحسب الديب، فقد اندلعت المواجهات عندما رفض التبو تسليم السلطات المحلية احد افراد قبيلتهم المتهم بقتل احد افراد قبيلة البوسيف.
وردا على سؤال لفرانس برس، رفض المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي التعليق.
من جهته قال مختار الجدال العضو في المجلس الوطني الانتقالي ان رئيس هذا المجلس مططفى عبد الجليل يعقد اجتماعا مع ممثلي المناطق الجنوبية لمتابعة الوضع هناك وايجاد حل للازمة.
واضاف مصدر محلي ان "كتائب من الثوار السابقين انشقوا وانضموا الى" التبو وان "تشاديين يقاتلون مع التبو".
وسبق ان وقعت مواجهات عسكرية في شباط/فبراير الماضي بين قبائل التبو وقبيلة الزوية في الكفرة في جنوب شرق البلاد حيث لا يزال الوضع متوترا.
وجاءت الاشتباكات في وقت يكافح فيه المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لبسط سلطته في ارجاء ليبيا حيث تتصارع ميليشيات وجماعات قبلية متناحرة على السلطة والموارد في اعقاب سقوط القذافي.
وقال عمر الخضراوي نائب وزير الداخلية للتلفزيون الليبي ان الوضع حساس وبالغ الخطورة وان الوزارة تتابع الوضع فيما يعمل قائد الجيش على ارسال فريق دفاعي الى سبها.
ويواجه المجلس الوطني عراقيل بسبب عدم وجود جيش وطني متماسك ويواجه صعوبة في اقناع الميليشات التي حاربت القذافي بالقاء اسلحتها والانضمام الى القوات المسلحة والشرطة.
وقتل عشرات الاشخاص الشهر الماضي في اشتباكات استمرت عدة ايام بين قبائل متنافسة في منطقة الكفرة في جنوب شرق ليبيا. واضطرت القوات المسلحة الى التدخل في نهاية الامر لوقف القتال في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها.
وتوجد جماعة التبو العرقية اساسا في تشاد لكنها تسكن ايضا اجزاء من جنوب ليبيا, وشارك اعضاء من القبيلة في القتال الذي دار في الكفرة أيضا.
وافراد قبيلة التبو هم من بدو الصحراء الشرقية. وتتركز اراضيهم في شمال تشاد لكنها تمتد الى جنوب ليبيا وشمال شرق النيجر.



وفى جانب اخر يشتد الجدل حول "ثوار الزنتان" كل يوم، وذلك مع استمرار رفضهم تسليم مقار ومواقع حكومية من أبرزها مطار طرابلس الدولي وقصور عائلة القذافي وبعض رجال نظامه ومنتجعات سياحية.
وقد أثارت حادثة إغلاق فندق "ريكسوس" الشهير، اليومين الماضيين، جدلا في العاصمة وذلك بعد رفض مجموعة من كتبية تابعة لثوار الزنتان تسديد فواتير إقامة تجاوزت (170) ألف دينار ليبي. 
تقارير وصلت إلى الحكومة والمجلس الانتقالي تؤكد أن إدارة الفندق قررت إلغاء حجوزات القاطنين في الجناحين، فكان رد فعل المجموعة المسلحة اعتقال المدير التنفيذي للفندق (تركي الجنسية)، حيث رفضت إطلاق سراحه حتى يوافق الفندق على تمديد إقامة القاطنين في الفندق إلى أجل غير مسمى، وقد تم ذلك بالفعل.
تأتي حادثة الفندق ضمن سلسلة حوادث مثيرة للجدل ومثيرة لغضب الناس، وعلى رأس القائمة رفض تسليم مطار طرابلس الدولي، أحد أهم رموز سيادة الدولة. وعلمت ليبيا اليوم من مصادر مقربة من الحكومة أنه وفي إحدى جولات التفاوض حول تسليم المطار طلب بعض ثوار الزنتان مبلغ 60 مليون دينار ليبي مقابل إخلائه، فيما ذكر آخرون أنهم طلبوا تشغيل نحو 200 من مدينة الزنتان ضمن عمالة المطار لقاء التخلي عن إدارته أمنيا.
غير أن ما أثار حفيظة العديد من المراقبين منهم مسئولون في الدولة هو المعاملة التفضيلية التي تلقاها الزنتان من خلال حصولها على مقعدين في المجلس الانتقالي وفي المؤتمر الوطني القادم وهي المدينة التي لا يتعدي تعداد سكانها 26 ألف نسمة، حيث تتساوى في نصيب المقاعد مع مدن الخمس وترهونة والبيضاء التي يزيد تعداد سكانها عن 150 ألف نسمة وفق التعداد السكاني لعام 2005.
يشار إلى إن ناشطين على الفيس بوك وضمن منظمات أهلية سياسية طالبوا بتحرك شعبي واسع تنديدا لما اعتبروه تجاوزات خطيرة من قبل ثوار الزنتان، ودعوا إلى مظاهرات حاشدة للتصدي لتلك الممارسات

ليست هناك تعليقات: